فيلم الانس والنمس 2021

يُعد الإنس والنمس فيلمًا مصريًّا خياليًّا كوميديًّا من إنتاج 2021، من إخراج وتأليف شريف عرفة.
تدور الأحداث حول “تحسين” (محمد هنيدي) الذي يعمل مديرا لبيت الرعب في مدينة الملاهي، يعيش مع والدته وشقيقته ضمن حياة بسيطة. 1
في أحد الأيام، يقع تحسين في حادث غريب أثناء محاولته إنقاذ فتاة تُدعى “نارمين” (منة شلبي) من سيارة مسرعة، ويُنقل إلى المستشفى مصابًا بجروح بالغة. 2
أثناء فترة نقاهته، تبدأ نارمين بالبقاء إلى جانبه، وتدعمه في شفائه. تتعرف العلاقة بينهما أكثر، ويبدأ تحسين يكتشف خفاياها التي ليست بشرية بالكامل. 3
بعد شفائه تدريجيًا، يزوره “شهاوي النمس” (عمرو عبد الجليل)، زعيم قبيلة النمس، ويظهر أن نارمين تنتمي إلى هذه القبيلة. القبيلة تسعى لزيادة نسلها عن طريق زواج نارمين من بشر يُختار عشوائيًّا — وقد وقع الاختيار على تحسين دون علمه. 4
تبدأ معاناة تحسين النفسية: من ناحية هو يحب نارمين، ومن ناحية أخرى يخشى أن يكون أداة في مخطط غامض لا يدرك تفاصيله بعد. تتداخل حياته العادية مع العالم الخفي للنمس، ويجد نفسه بين عالمين يتصارعان.

مع مرور الوقت في الإنس والنمس، يجد تحسين نفسه وسط أحداث لم يتوقعها.
بعد أن بدأ يشعر بالحب تجاه نارمين، يكتشف أن ارتباطه بها ليس مجرد علاقة عاطفية، بل جزء من خطة مدبرة من قبيلة النمس لاستغلاله.
القبيلة، بقيادة شهاوي النمس (عمرو عبد الجليل)، تُحكم سيطرتها على نارمين وتجعلها مجرد أداة في تنفيذ رغباتها.

تحسين يبدأ في ملاحظة مظاهر غريبة:
أحلام مزعجة تطارده كل ليلة، أصوات غامضة يسمعها في بيته، وأحداث غير منطقية تحدث أمامه.
يحاول تفسير هذه الأمور بعقله المنطقي، لكنه لا يجد سوى نارمين لتشرح له حقيقة ما يجري.
عندها تكشف له أنها من نسل “النمس”، قبيلة من الجن تعيش بين البشر، ولها قوانينها الصارمة وأسرارها التي لا يعرفها أحد.

هذه الصدمة تجعل تحسين يعيش حالة من الرعب والارتباك، لكنه رغم ذلك لا يستطيع الابتعاد عن نارمين.
فحبه لها أصبح أقوى من خوفه.
هنا يقدم الفيلم مزيجًا من الكوميديا والرعب، حيث يحاول تحسين التكيف مع فكرة أن حبيبته ليست إنسية بالكامل، بينما يستمر في مواجهة المواقف المضحكة والمرعبة في الوقت نفسه.

شهاوي النمس يقرر أن يخضع تحسين لاختبارات قاسية لإثبات جدارته بالانضمام للعائلة.
هذه الاختبارات تتنوع بين مواجهات جسدية ونفسية، وبين مغامرات داخل أماكن مظلمة مليئة بالمخلوقات الغريبة.
ورغم سذاجته، يتمكن تحسين من تجاوزها أحيانًا بالحظ وأحيانًا بالذكاء الفطري، مما يزيد من حقد شهاوي عليه ورغبته في التخلص منه.

في النصف الثاني من الإنس والنمس، تتحول القصة إلى صراع مفتوح بين تحسين من جهة، وقبيلة النمس من جهة أخرى.
بينما كانت نارمين عالقة بين ولائها لعائلتها وحبها لتحسين، تجد نفسها مضطرة للاختيار.
هي تدرك أن استمرار علاقتها به قد يعرّض حياته للخطر، لكنها لا تستطيع التخلي عنه.
هذا الصراع العاطفي يضيف بعدًا إنسانيًا قويًا للأحداث.

في هذه المرحلة، يظهر الجانب الكوميدي بشكل أوضح، حيث يحاول تحسين مواجهة “النمس” بأساليبه العفوية والبسيطة.
يستخدم النكات والمواقف المضحكة ليُخفف من توتره، فيخلق مشاهد طريفة حتى في أكثر اللحظات رعبًا.
لكن خلف هذه الكوميديا، يكمن خطر حقيقي يهدد حياته وحياة أسرته.

القبيلة تحاول إرغام تحسين على عقد قران رسمي مع نارمين كخطوة لإدخاله بشكل كامل إلى عالمهم.
لكنه يرفض بشدة، مؤكدًا أن الحب لا يمكن أن يكون تحت الإكراه أو الخوف.
هذا الموقف البطولي يجعل نارمين تتمرد على قبيلتها لأول مرة وتعلن وقوفها بجانبه.

الصراع يصل إلى ذروته عندما يحتجز شهاوي النمس تحسين داخل أحد المعابد القديمة المليئة بالفخاخ والأسرار.
هناك يخوض تحسين مواجهة غير متكافئة مع مخلوقات غريبة وسحر أسود.
لكنه ينجح في النجاة بمساعدة نارمين وبعض الحلفاء غير المتوقعين، مثل شخصيات بشرية بسيطة كانت تتابع القصة من بعيد.

النهاية في الإنس والنمس تأتي مشحونة بالدراما والرسائل الرمزية.
بعد مواجهة أخيرة بين تحسين وشهاوي النمس، يتمكن البطل من الانتصار ليس بالقوة الجسدية، بل بصدقه وإصراره على التمسك بإنسانيته.
شهاوي يسقط ضحية غروره، بينما تنقذ نارمين تحسين وتقرر الانفصال عن قبيلتها لتعيش معه حياة طبيعية بين البشر.

الفيلم يُنهي أحداثه بمزيج من الكوميديا والرومانسية، حيث يعود تحسين إلى عمله في بيت الرعب، لكنه هذه المرة يرى الحياة بشكل مختلف.
يدرك أن الحب الحقيقي قادر على كسر أي حواجز، حتى لو كانت بين عالم الإنس والجن.
المشاهد الختامية تُظهره مع نارمين وهما يحاولان بناء مستقبل جديد معًا بعيدًا عن تهديدات القبيلة.

الإنس والنمس لم يكن مجرد فيلم رعب كوميدي، بل رسالة عن أهمية التمسك بالقيم الإنسانية في مواجهة الخوف والطمع.
من خلال أداء محمد هنيدي الكوميدي الفريد، وأداء منة شلبي المليء بالعاطفة، استطاع الفيلم أن يقدم تجربة ممتعة تمزج بين الضحك والإثارة والخيال.
وهو ما جعله واحدًا من أنجح الأفلام المصرية في السنوات الأخيرة.