فيلم العنكبوت 2022

فيلم العنكبوت

  • النوع: أكشن / إثارة / جريمة
  • مدة العرض: 131 دقيقة
  • سنة الإصدار: 2022
  • الإخراج: (أحمد نادر جلال)
  • التأليف: (محمد ناير)
  • البطولة: (أحمد السقا)، (منى زكي)، (ظافر العابدين)، (يسرا اللوزي)
  • التصنيف العمري: +12

في إطار الحركة المختلط بالإثارة، تاجر مخدرات خطير قادر على تصنيع مواد جديدة يقع في مطاردات مع الشرطة، مما يورطه في شبكة معقدة من الصراع والدمار.
فيلم العنكبوت يكشف خطورة التوازن بين السلطة والجريمة في عالم يسوده الفوضى.

قصة فيلم العنكبوت كاملة

يُعد فيلم العنكبوت من أبرز أفلام الأكشن والإثارة التي صدرت عام 2022، حيث جمع بين التشويق والدراما في قالب سينمائي ضخم شارك فيه عدد كبير من نجوم الصف الأول.
الفيلم من إخراج أحمد نادر جلال وتأليف محمد ناير، ويعود فيه النجم أحمد السقا إلى أدوار الحركة التي اشتهر بها منذ سنوات، إلى جانب منى زكي وظافر العابدين ويسرا اللوزي.

تبدأ أحداث فيلم العنكبوت مع شخصية “حسن” (أحمد السقا)، رجل غامض يعيش حياة مزدوجة بين كونه شقيقًا حنونًا لإخوته، وبين كونه العقل المدبر لشبكة إجرامية ضخمة متخصصة في تصنيع وتهريب المخدرات.
حسن يتمتع بذكاء حاد وقدرة على التخطيط تجعله دائمًا متفوقًا على خصومه.
لكن نجاحه في عالم الجريمة يجلب له أعداءً كثر، ليس فقط من العصابات المنافسة بل أيضًا من أجهزة الأمن التي تضعه تحت المجهر.

يظهر في المقابل “عادل” (ظافر العابدين)، تاجر مخدرات يسعى للسيطرة على السوق المحلي بأي وسيلة ممكنة.
الصراع بين حسن وعادل يتخذ طابعًا دمويًا، حيث يسعى كل طرف لإزاحة الآخر عن المشهد.
هذا الصراع لا يقتصر على تجارة المخدرات فقط، بل يمتد ليشمل السيطرة على النفوذ والمال والعلاقات السرية.

منى زكي تجسد شخصية “ليلى”، صحفية جريئة تدخل في مغامرة لكشف حقيقة شبكة العنكبوت التي يديرها حسن.
ليلى تمثل الجانب الأخلاقي في الفيلم، فهي تسعى وراء الحقيقة مهما كانت المخاطر، ومع مرور الوقت تجد نفسها متورطة عاطفيًا ونفسيًا في قصة حسن، مما يجعلها ممزقة بين مشاعرها وواجبها المهني.

تتخلل الأحداث مطاردات مثيرة ومشاهد أكشن مصممة باحترافية عالية، من مطاردات سيارات في شوارع مزدحمة إلى معارك بالأيدي داخل أماكن سرية.
المخرج أحمد نادر جلال حرص على إبراز الجانب البصري المثير من خلال مؤثرات حديثة وتصوير سينمائي يضاهي الإنتاجات العالمية.

مع تصاعد أحداث فيلم العنكبوت، تبدأ شبكة العلاقات في الانكشاف.
حسن، الذي يُعرف بلقب “العنكبوت” بسبب قدرته على نصب خيوط معقدة للإيقاع بأعدائه، يجد نفسه مطاردًا من أكثر من جهة: الشرطة التي تسعى للقبض عليه، عصابة عادل التي تريد القضاء عليه، والصحفية ليلى التي تحاول كشف سره للعامة.
هذه الضغوط تجعل حياته في خطر دائم وتدفعه لاتخاذ قرارات أكثر قسوة.

يظهر أيضًا البعد العائلي في القصة، حيث يتضح أن حسن لا يعمل من أجل المال فقط، بل يحاول تأمين مستقبل أسرته.
لكن الطريق الذي اختاره مليء بالدماء والخيانة، ما يجعله ممزقًا بين واجبه كأخ ورغبته في الاستمرار كزعيم عصابة.
هذه المعضلة الأخلاقية تُعتبر جوهر الفيلم، حيث يطرح سؤالًا أساسيًا: هل يمكن للإنسان أن يكون مجرمًا وفي الوقت نفسه يحمل قلبًا إنسانيًا؟

ظافر العابدين يقدم أداءً مميزًا في شخصية عادل، التي تمثل الجشع والشر المطلق.
عادل يستخدم كل الوسائل لإسقاط حسن: من العنف المفرط إلى استغلال نقاط ضعفه.
ومع ذلك، لا يظهر كشرير تقليدي، بل يُقدم بصورة إنسانية فيها طموح ورغبة في السيطرة، مما يجعل الصراع أكثر واقعية.

في الوقت نفسه، ليلى تقترب أكثر من حسن في محاولة لفهم دوافعه.
تبدأ في رؤية جانبه الإنساني، لكنها لا تستطيع إنكار أنه مجرم خطير مسؤول عن تدمير حياة الكثيرين.
هذا الصراع الداخلي لدى ليلى يضيف عمقًا إنسانيًا للقصة، ويجعل المشاهد مترددًا في الحكم على حسن: هل هو بطل مظلوم أم مجرم يستحق السقوط؟

مع استمرار تصاعد الأحداث في فيلم العنكبوت، تبدأ المطاردات تأخذ طابعًا أكثر عنفًا.
الشرطة بقيادة ضباط متخصصين تضع خطة للإيقاع بحسن، لكن ذكاءه الحاد يجعله يتلاعب بهم في كل مرة.
أحد أبرز المشاهد يظهر كيف يستخدم حسن شبكة من الأنفاق والمخابئ السرية في قلب المدينة للهروب من الملاحقة، ما يؤكد سبب تلقيبه بـ “العنكبوت”.

في الجانب الآخر، عادل يزداد قسوة في محاولاته للسيطرة على السوق.
يبدأ في قتل أي شخص يُشتبه في ولائه لحسن، حتى من داخل دائرته الخاصة، ليزرع الرعب والخوف.
هذا التصعيد يجعله يدخل في مواجهة مباشرة مع حسن، فتبدأ حرب شوارع بين العصابتين تُنفذ بأسلوب سينمائي مثير مليء بالتفجيرات والمعارك القتالية.

المشاهد لا تقتصر على العنف فقط، بل تتخللها لحظات إنسانية عميقة.
حسن يظهر ضعفه لأول مرة عندما يُهدد أحد أعدائه حياة شقيقته الصغيرة، ما يجعله على استعداد للتخلي عن جزء من نفوذه مقابل حمايتها.
هذا الجانب الإنساني يعكس التناقض في شخصية “العنكبوت”، فهو مجرم من جهة، لكنه من جهة أخرى رجل عائلة يحاول حماية من يحب.

ليلى الصحفية تجد نفسها في قلب هذه الفوضى، حيث يتم اختطافها من قبل رجال عادل لاستخدامها كورقة ضغط على حسن.
هنا يتحول مسار القصة إلى سباق مع الزمن: هل سيضحي حسن بكل شيء لإنقاذها؟ أم سيستغل الموقف لصالحه؟
هذا التداخل بين العمل الصحفي والمشاعر العاطفية يضيف طبقة جديدة من التعقيد للقصة.

ذروة فيلم العنكبوت تأتي في مواجهة نارية بين حسن وعادل داخل مخزن ضخم يستخدم لتصنيع المخدرات.
المشهد صُوِّر بطريقة سينمائية مثيرة، حيث تتصاعد الأحداث من مطاردات سريعة إلى قتال بالأيدي وانفجارات ضخمة تملأ المكان.
في هذه اللحظة، يجد حسن نفسه مضطرًا للكشف عن كل أوراقه: قوته الجسدية، دهاؤه العقلي، وحتى عاطفته التي تدفعه لحماية من يحب.

المواجهة بين حسن وعادل لا تنتهي بانتصار واضح لأي منهما.
حسن ينجو بأعجوبة لكنه يفقد الكثير من رجاله، بينما عادل يسقط في فخ نصبه حسن لكنه يترك أثرًا مدمرًا خلفه.
الشرطة تصل في اللحظة الأخيرة، لتجد حسن أمامها: ليس كضحية ولا كبطل، بل كرمز لرجل يعيش بين عالمين متناقضين — الخير والشر.

النهاية تأتي مفتوحة، حيث يلمح الفيلم إلى أن قصة “العنكبوت” لم تنتهِ بعد.
حسن ينظر إلى الأفق وكأنه يخطط للخطوة التالية، بينما تظل ليلى في صراعها الداخلي: هل تكتب الحقيقة عن الرجل الذي أحبته؟ أم تخفيها حماية له؟
هذه النهاية المفتوحة جعلت الجمهور يتساءل عن احتمالية وجود جزء ثانٍ يكمل القصة.

فيلم العنكبوت نجح في تقديم مزيج من الأكشن والإثارة والدراما الإنسانية، مستفيدًا من أداء متميز لأبطاله وعلى رأسهم أحمد السقا ومنى زكي.
الرسالة الأعمق للفيلم كانت أن الجريمة مهما بدت منظمة وذكية، فإنها تظل فوضى مدمرة في النهاية، وأن العنكبوت الذي ينسج خيوطه المعقدة قد يقع يومًا ما في شبكته الخاصة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *