فيلم الريس عمر حرب
- النوع: دراما / غموض / نفسي
- مدة العرض: 122 دقيقة
- سنة الإصدار: 2008
- الإخراج: (خالد يوسف)
- التأليف: (خالد يوسف – عبد الستار فتحي)
- البطولة: (هاني سلامة)، (خالد صالح)، (غادة عبد الرازق)، (سمية الخشاب)
- التصنيف العمري: +18
شاب يعمل في كازينو يكتشف عالمًا غامضًا مليئًا بالقمار والخداع والسيطرة، حيث يتورط مع شخصية غامضة تُدعى الريس عمر حرب.
الريس عمر حرب يكشف صراع الإنسان مع الرغبة والسلطة والقدر في قالب درامي نفسي.
قصة الريس عمر حرب كاملة
تدور القصة حول شاب يُدعى خالد (هاني سلامة)، شاب بسيط يبحث عن فرصة عمل ليتمكن من إعالة نفسه. يجد نفسه يعمل في كازينو فاخر في القاهرة، وهناك يدخل عالمًا جديدًا لم يعرفه من قبل.
الكازينو يمثل مكانًا غامضًا مليئًا بالإغراءات والوجوه المزدوجة، حيث تختلط الرغبة بالفساد، والمال بالسلطة، والقمار بالقدر.
يتعرف خالد داخل الكازينو على شخصيات مختلفة:
أولها “الريس عمر حرب” (خالد صالح)، رجل غامض يملك الكازينو ويتمتع بهيبة وسطوة تجعل الجميع يخشاه.
شخصية عمر حرب تحمل في طياتها تناقضًا كبيرًا؛ فهو يبدو عقلانيًا في بعض المواقف لكنه في العمق يمثل الشر المطلق، ويتلاعب بمصائر من حوله وكأنه يملك زمام القدر.
خالد يُفتن بهذه الشخصية ويخشى في الوقت نفسه من جبروتها.
في موازاة ذلك، يظهر الجانب الأنثوي من القصة عبر امرأتين:
الأولى “حنان” (غادة عبد الرازق) التي تمثل الإغراء والشهوة الجسدية، والثانية “شيريهان” (سمية الخشاب) التي ترمز إلى الغموض والرغبة في السيطرة.
كلتاهما تدخلان حياة خالد، ليجد نفسه ممزقًا بين إغواءات مختلفة تجذبه وتدفعه نحو السقوط.
علاقته بهما لم تكن مجرد قصص حب عابرة، بل كانت اختبارات لضعفه الإنساني وانجرافه وراء الرغبات.
مع مرور الوقت، يكتشف خالد أن الكازينو ليس مجرد مكان للمتعة، بل هو مسرح لصراعات أكبر بكثير.
كل شخصية تسعى لتحقيق مصلحتها الخاصة، والريس عمر حرب هو العراب الذي يدير اللعبة.
خالد، الذي بدأ عمله بخطوات مترددة، يجد نفسه محاصرًا بأحداث لم يكن يتوقعها: قمار، خيانة، علاقات محرمة، وسلطة مطلقة لعمر حرب الذي يتحكم بمصائر الجميع.
تنكشف أمامه ألاعيب عمر حرب الذي يتعامل مع البشر كأوراق لعب يحركها كما يشاء.
كل خسارة في القمار، وكل قرار عاطفي خاطئ، يصبح درسا قاسيًا في مدرسة الشر.
خالد يجد نفسه يخسر تدريجيًا براءته وقيمه التي دخل بها إلى هذا العالم.
يكتشف أن كل من حوله فاسد أو متورط بطريقة ما: النساء بالحب والفتنة، الرجال بالسلطة والمال، والريس عمر حرب بالتحكم في كل الخيوط.
ذروة الفيلم تأتي حين يجد خالد نفسه أمام لحظة فاصلة بين الاستسلام أو المواجهة.
لكنه يكتشف أن المواجهة مع عمر حرب ليست ممكنة، لأن الأخير لا يُهزم.
في مشهد فلسفي عميق، يدرك خالد أن الريس عمر حرب ليس مجرد شخص، بل رمز للشر الكامن في داخل الإنسان، وصوت القدر الذي لا يمكن الهروب منه.
النهاية جاءت صادمة: خالد يعود إلى البداية، وكأن كل ما مر به كان دائرة مغلقة، تضعه مرة أخرى تحت رحمة نفس المصير.
الفيلم استخدم رمزية قوية في السرد، حيث مثّل الكازينو صورة مصغرة للعالم المليء بالصراعات والرغبات.
شخصية الريس عمر حرب مثلت الشيطان أو القدر الذي يحرك البشر، بينما خالد كان الإنسان البسيط الذي يقع في الفخ.
الأداء التمثيلي لخالد صالح حُفر في ذاكرة المشاهدين، فيما أضافت سمية الخشاب وغادة عبد الرازق أبعادًا إضافية للصراع النفسي والجسدي في حياة البطل.
يمكن القول إن الريس عمر حرب لم يكن مجرد فيلم درامي، بل تجربة فلسفية نفسية عن الإنسان عندما يواجه ذاته في مرآة الرغبات والقدر.
جرأته وموضوعه المختلف جعلاه أحد أكثر أفلام خالد يوسف إثارة للجدل، وواحدًا من الأعمال التي أثرت في مسار السينما المصرية في العقد الأول من الألفية الجديدة.