فيلم ولاد رزق الجزء الاول

يُعد ولاد رزق الجزء الاول فيلمًا من أفلام الجريمة والحركة التي لاقت صدى كبيرًا عند صدوره. يبدأ الفيلم برواية الحال لعائلة رزق التي فقدت الأب، وتولى الأخ الأكبر **رضا رزق** (أحمد عز) رعاية إخوته الثلاثة: **ربيع** (عمرو يوسف)، **رجب** (أحمد داود)، و**رمضان** (كريم قاسم). بينهم اتفاق ضمني بأن يعيشوا حياة شريفة، لكن الضغوط الاقتصادية والصعوبات تجرّهم تدريجيًا إلى عالم الجريمة.

ينشأ بين الإخوة رابط عظيم، فهم يعتمدون على بعضهم البعض في كل موقف، لكن مع مرور الوقت تبدأ التجاذبات. يدخل إلى حياتهم جارهم **عاطف على سرحان** (أحمد داود) الذي تربى معهم، ويُضفي بوجوده بعدًا إنسانيًا مع أن دوره سيتداخل مع العالم الإجرامي لاحقًا. في هذه الأثناء، تبرز شخصية **حنان حسين** (نسرين أمين) التي تربط قلبها بربِيع، مما يزيد التوتر بين الاختيارات العاطفية والعائلية.

يسير ولاد رزق الجزء الاول في مسار الأحداث حين يقرر الإخوة تنفيذ عمليات سرقة بسيطة تبتعد عن تجارة المخدرات أو استعمال العنف المفرط، كقاعدة بينهم. لكن جاذبية المال والفرص الكبيرة تدفعهم للدخول في صفقات أخطر. وفي إحدى هذه الصفقات، يطلب منهم **المعلم صقر** (سيد رجب) أن يستلموا كمية من المخدرات أو يدفعوا ثمنها، وإلا يُهدد حياتهم أو حياة أحدهم.

تتوالى الأحداث عندما يفشل الأخوة في تنفيذ المهمة بدقة، ما يؤدي إلى فقدان أحدهم لعينه وتوتر داخل المجموعة. هنا يكون القرار الأصعب: هل يتركوا هذا الطريق؟ أم يستمرون من أجل إنقاذ ما تبقى من شرفهم وعائلتهم؟ رضا، الذي حاول الابتعاد، يُجبر على العودة وإعادة ترتيب أوراقه لمواجهة التحديات.

مع ازدياد التوتر، يُنسج مؤامرة بين الإخوة وضبط الشرطة، خاصة الضابط **رؤوف حمزاوي** (محمد ممدوح) الذي يبدأ بملاحقتهم. في حين يلعب عاطف دور الوسيط بين الإخوة والعالم الخارجي، محاولًا أن يقف بجانبهم في لحظات الضعف. المشاهد تتناوب بين الأكشن والمطاردات والمواجهات الدرامية، والتوترات العاطفية التي تربط الإخوة ببعضهم البعض.

تتصاعد الأحداث حين يقرر الأخوة تصعيد اللعبة: سرقة سيارة نقل أموال، والحصول على كمية من الذهب المخالف في توقيت حرج. لكن الأمور تنقلب عليهم، فيُطلب منهم مهلة من المعلم صقر، وتبدأ الضغوط تقترب منهم من كل ناحية: من العصابة، من الشرطة، ومن الشك والخيانة داخل المجموعة نفسها.

مع دخول منتصف أحداث ولاد رزق الجزء الاول، يبدأ الانقسام يظهر بين الإخوة.
رضا يريد أن يتوقفوا ويبحثوا عن طريق شريف للحياة، بينما ربيع يزداد انجذابًا نحو المال السريع والسيطرة.
شخصية رمضان، الأصغر بينهم، تمثل البراءة والتردد، فهو ممزق بين طاعة إخوته والخوف من المصير المظلم.
أما رجب، فهو القوة الجسدية لكنه سريع الغضب، ما يجعله مصدرًا دائمًا للمشاكل.

المعلم صقر لا يرحم، فبعد فشلهم في إحدى الصفقات يقرر أن يضغط عليهم أكثر، فيطلب منهم المشاركة في عملية ضخمة مقابل إسقاط ديونهم.
العملية معقدة وتنطوي على خيانة طرف ثالث، ما يجعل رضا يرفض في البداية.
لكن إصرار ربيع، ورغبة بعض الإخوة في الهروب من الديون، تدفعهم إلى الموافقة رغم خطورة الأمر.
هنا تتضح مفارقة الفيلم: الإخوة يبررون دخولهم عالم الجريمة بالرغبة في حماية بعضهم البعض، بينما هم في الحقيقة يغرقون أكثر فأكثر في الخطر.

تتطور الأحداث لتكشف عن شبكة معقدة من العلاقات: الشرطة تراقبهم، صقر يهددهم، والمحيطون بهم يشكّون في ولائهم.
رضا يجد نفسه في معركة مزدوجة؛ فهو يحاول الحفاظ على وحدة الأسرة، وفي الوقت نفسه يقودهم خلال عاصفة من القرارات الصعبة.
في لحظات كثيرة، تبدو شخصية رضا وكأنها الأب البديل، يلوم نفسه على كل خطأ يرتكبه إخوته.
هذه الديناميكية أعطت الفيلم قوة درامية وجعلت الجمهور يتعاطف مع الصراع الداخلي للإخوة.

في المقابل، يقدم الفيلم جانبًا إنسانيًا من خلال العلاقات العاطفية.
ربيع يعيش قصة حب متوترة مع حنان، لكنها تتأثر بطموحه وجشعه.
رضا أيضًا لديه محاولات لاستعادة حياة طبيعية، لكن الضغوط تمنعه من ذلك.
هذه الخطوط الجانبية منحت الفيلم أبعادًا أبعد من مجرد فيلم أكشن، حيث أضافت طبقة من الصراع الشخصي والعاطفي.

مع اقتراب موعد العملية الجديدة، تبدأ الخيانات الصغيرة في الظهور.
أحد أفراد المجموعة يتردد في إكمال الطريق، مما يثير غضب ربيع.
كما أن الشرطة تزرع عميلًا يحاول الحصول على اعترافات منهم أو إيقاعهم في فخ.
تتصاعد الأحداث لتصل إلى ذروتها في مشهد التحضير الكبير للصفقة، حيث يُدرك المشاهد أن النهاية لن تكون سعيدة.

يدخل ولاد رزق الجزء الاول إلى مرحلته الأخيرة بمشهد العملية الكبرى.
الخطة تعتمد على عنصر المفاجأة والسرعة، لكن مع وجود الشرطة التي تترقب، والمعلم صقر الذي يتلاعب بالجميع، يصبح الوضع معقدًا للغاية.
تبدأ العملية بسلاسة، لكن سرعان ما تنهار الأمور.
أحد الإخوة يتعرض لإصابة بالغة، ما يجعل رضا يتخذ قرارات عشوائية في محاولة لإنقاذه.
وفي لحظة فاصلة، يكتشف رضا أن صقر خانهم عمدًا، وجعلهم كبش فداء لصفقة أكبر.

الشرطة بقيادة الضابط رؤوف حمزاوي تقترب من الإيقاع بهم.
لكن إصرار الإخوة على حماية بعضهم يمنحهم لحظة بطولية قصيرة، حيث يتمكنون من الهروب بعد مواجهة دامية.
إلا أن الثمن يكون باهظًا: انكسار داخلي، وخسائر في الأرواح، وانعدام ثقة بين الإخوة أنفسهم.
رضا يشعر أنه فقد السيطرة، بينما ربيع يزداد حدة في طموحه، ما يمهد لأحداث الجزء الثاني.

ينتهي الفيلم بمشهد مؤثر: الإخوة على الطريق، متفرقون عاطفيًا رغم أنهم معًا جسديًا.
رضا ينظر إلى الأفق وكأنه يتساءل: هل يمكن أن يجدوا طريقًا جديدًا؟
أم أن الجريمة ستظل تطاردهم إلى الأبد؟
النهاية المفتوحة تركت المشاهد في حالة ترقب، وجعلت العمل مثاليًا لجزء ثانٍ يتناول مصير هذه العائلة الممزقة بين الدم والمال.

ولاد رزق الجزء الاول ليس مجرد فيلم جريمة، بل دراما عائلية عن الإخوة الذين حاولوا النجاة بطرق غير مشروعة.
مزيجه بين الأكشن المشوق والمشاعر الإنسانية جعله واحدًا من أنجح الأفلام المصرية في العقد الأخير، ورسّخ مكانته كعلامة فارقة في السينما العربية.