فيلم ولاد رزق 2: عودة أسود الأرض

تبدأ أحداث الفيلم بعد مرور ثلاث سنوات على نهاية الجزء الأول. الأخوة الأربعة – رضا (أحمد عز)، رأفت (عمرو يوسف)، رجب (أحمد الفيشاوي)، ورمضان (أحمد داود) – حاولوا أن يبتعدوا عن حياة الجريمة وأن يعيشوا حياة مستقرة بعيدًا عن المخاطر. بالفعل، يبدو أن حياتهم قد استقرت نسبيًا، وكل واحد منهم يحاول أن يجد لنفسه طريقًا شريفًا للرزق.

لكن الواقع ليس بهذه السهولة. الضغوط المالية والحياة الصعبة لا تمنحهم فرصة الاستمرار في طريق “التوبة”. هنا يظهر شخصية رؤوف (خالد الصاوي)، وهو ضابط سابق ترك عمله ودخل عالم الأعمال المشبوهة. رؤوف يرى في ولاد رزق أداة مثالية لمخططاته، ويبدأ في إغرائهم بالمال والفرص الكبيرة.

في البداية يتردد الأخوة، خاصة رضا الذي يحاول أن يقنعهم بالثبات على طريق الابتعاد عن الجريمة. لكن الظروف تضغط عليهم من كل جانب، ومع وعود رؤوف لهم بالملايين، يبدأ الحلم يراودهم من جديد. يوافقون في النهاية على الدخول في لعبة خطيرة، ويبدأون رحلة العودة لعالمهم القديم الذي حاولوا نسيانه.

المهمة الأولى تبدو سهلة: عملية سطو على متجر مجوهرات ضخم. وبالفعل، ينجحون في تنفيذ العملية بخفة ومهارة، ويستعيدون لقبهم القديم: ولاد رزق – أسود الأرض. لكن نجاحهم يثير أنظار خصوم جدد وأعداء قدامى، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع.

بعد نجاح عملية السطو الأولى، يبدأ الأخوة الأربعة في الشعور بالقوة من جديد. لكن هذا النجاح يضعهم في مواجهة مباشرة مع خصوم كبار في عالم الجريمة. من أبرز هؤلاء المعلم صقر (خالد الصاوي)، الذي يتحول من مجرد شريك في البداية إلى خصم شرس، خاصة بعد أن يكتشف أن طموحات رضا وإخوته أكبر مما توقع.

يدخل على الخط أيضًا شخصية غامضة هي الخواجة (إياد نصار)، رجل أعمال فاسد يمتلك شبكة واسعة من العلاقات الإجرامية الدولية. الخواجة يسعى وراء عقد أثري نادر يساوي ثروة، ويقرر أن يستغل ولاد رزق في الحصول عليه. هنا يجد رضا نفسه مضطرًا لخوض مغامرة جديدة، رغم إدراكه أن الدخول في لعبة الكبار سيجعلهم أهدافًا سهلة لمن هم أخطر وأذكى منهم.

تتصاعد الأحداث حين يبدأ الأخوة في تنفيذ عملية جديدة لصالح الخواجة، لكن الخيانة تظهر داخل الصف. إذ يقرر أحد مساعديهم بيع المعلومة لمنافسيهم، ما يؤدي إلى مطاردة عنيفة بين ولاد رزق وعصابات أخرى. المطاردات تجري في شوارع القاهرة بأجواء مليئة بالإثارة، وتظهر فيها براعة الإخراج في مشاهد الأكشن.

من جانب آخر، لا يزال رضا يحاول الحفاظ على تماسك العائلة. فإخوته الثلاثة يعيشون صراعاتهم الخاصة: رأفت متردد بين الاستمرار في طريق الجريمة أو البحث عن حياة مستقرة، رجب متهور ويقع دائمًا في مشاكل، بينما رمضان ينجرف وراء الطموحات السريعة. رضا، بصفته الأخ الأكبر، يحاول أن يوازن بينهم، لكنه يكتشف أن السيطرة عليهم أصبحت أصعب بكثير من ذي قبل.

تدخل الأحداث مرحلة أكثر خطورة عندما يكتشف ولاد رزق أن العملية التي تورطوا فيها ليست مجرد سرقة عادية، بل جزء من مؤامرة أكبر يقودها الخواجة (إياد نصار) بالتعاون مع شبكات دولية. العقد الأثري الذي يسعون للحصول عليه ليس مجرد قطعة ثمينة، بل يحمل قيمة تاريخية وسياسية، ما يجعلهم أهدافًا لخصوم محليين ودوليين في آن واحد.

تتصاعد المواجهة بينهم وبين المعلم صقر (خالد الصاوي) الذي يقرر الانتقام منهم بعد شعوره بالخيانة. تبدأ مطاردات مثيرة في شوارع القاهرة، تتخللها مشاهد انفجارات ومشاجرات مسلحة، يظهر فيها رضا (أحمد عز) بشجاعته وذكائه في القيادة. على الجانب الآخر، يبقى رجب (أحمد الفيشاوي) متهورًا في قراراته، ما يضعهم في مواقف حرجة، بينما يحاول رأفت (عمرو يوسف) لعب دور الموازن بين الإخوة رغم انقسامه الداخلي.

الأحداث تصل إلى الذروة حين تُنصب لهم كمين محكم أثناء محاولتهم إتمام الصفقة. يجد الإخوة أنفسهم محاصرين من قبل أكثر من طرف: رجال صقر من جهة، وعصابة الخواجة من جهة أخرى، إضافة إلى الشرطة التي بدأت تقترب بعد ورود معلومات عن تحركاتهم.

في وسط هذه الفوضى، يكتشف رضا أن هناك خيانة من داخل الدائرة المقربة، شخص سرب تحركاتهم للعدو. هذه اللحظة تكشف أن صراعهم لم يعد فقط ضد خصوم الخارج، بل إن ولاد رزق مهددون بالتفكك من الداخل أيضًا.

في قمة الصراع، يجد ولاد رزق أنفسهم وسط معركة ثلاثية: ضد المعلم صقر ورجاله، وضد شبكة الخواجة الدولية، ومع مطاردة الشرطة لهم في الوقت ذاته. الأحداث تتشابك بشكل سريع، وتتحول شوارع القاهرة إلى ساحة مطاردات دامية تكشف عن قوة الإخراج في مشاهد الأكشن الضخمة.

رضا (أحمد عز) يقود إخوته بحنكة، لكنه يكتشف أن الثمن هذه المرة قد يكون باهظًا. خلال المواجهة، يظهر الولاء الحقيقي بين الإخوة الأربعة، حيث يضحون بأنفسهم من أجل بعضهم. ورغم الخيانة التي طاردتهم في الجزء السابق من الأحداث، يثبتون أن الرابط بينهم أقوى من أي مؤامرة.

يتمكن رضا من الإيقاع بـ الخواجة عبر خطة جريئة، حيث يورطه في مواجهة مباشرة مع الشرطة. في نفس الوقت، يدخل في معركة جسدية مع صقر تنتهي بانتصاره عليه بعد صراع طويل. لكن الانتصار لا يعني النجاة، إذ يجد ولاد رزق أنفسهم مرة أخرى مطاردين، بعدما أصبحوا على رأس قائمة المطلوبين.

ينتهي الفيلم بمشهد مفتوح: الإخوة يهربون في اللحظة الأخيرة تاركين خلفهم الفوضى، ليؤكدوا أنهم ما زالوا “أسود الأرض” القادرين على النجاة مهما كانت الظروف. النهاية المعلقة تترك الباب مفتوحًا أمام جزء ثالث، حيث يظهر أن خصومًا جدد بدأوا يترصدونهم من بعيد.