فيلم محمد حسين

البداية والمأزق الأول

يبدأ فيلم محمد حسين داخل فندق كبير في القاهرة حيث يعمل محمد حسين سائقًا يجوب شوارع المدينة بلا أحلام كبيرة سوى لقمة عيش هادئة. تبدو حياته روتينية بين زبائن متقلبين ومدير متجهم وزملاء يضحكون على سذاجته، لكنه يملك خليطًا لافتًا من الطيبة والعصبية يجعله يقع في مواقف محرجة ثم يخرج منها بخفة ظل. تستقبل المدينة رسامًا عالميًا قرر إقامة معرضه الأول بعد غياب طويل، وتسنح الصدفة لمحمد حسين أن يكون السائق الخاص للفنان في يوم الافتتاح. خلال الرحلة يتبادل الرجلان أحاديث عابرة تكشف عن شغف الفنان بلوحته الأثمن وعلاقته المتوترة بمحيطه، بينما يكتفي محمد حسين بالاستماع وهو يوازن بين فضوله وخوفه من ارتكاب زلة مهنية. بعد ساعات قليلة يُعثر على الرسام مقتولًا في شقته وتختفي اللوحة من المعرض، لتشتعل الشكوك حول آخر من شوهد معه وهو محمد حسين، فتتحول حياته من روتين جامد إلى كابوس مفتوح على كل الاحتمالات.

التحقيق والمطاردة

ما إن تبدأ الشرطة التحقيق حتى يجد فيلم محمد حسين إيقاعه الكوميدي القائم على سوء الفهم والمصادفات غير السارة. تصرفات البطل العفوية تبدو للضباط مراوغة متعمدة، فيتضاعف الضغط عليه ويتحول إلى مراقب في كل خطوة. تدخل على الخط فتاة غامضة تدعي الصحافة وتعرض مساعدته مقابل معلومات عن آخر ساعات الرسام، فيتعلق بها ظنًا أنها طريقه الوحيد لتبرئة اسمه بينما تعمل هي لمصلحة تاجر آثار يسعى للوصول إلى اللوحة. تتشابك الخيوط عندما تظهر عصابة محترفة تظن أن محمد حسين يخبئ النسخة الأصلية، فيبدأ مطاردات داخل شوارع مزدحمة وأزقة متعرجة وأسواق شعبية، ويجد نفسه في كل مرة يهرب بشق الأنفس بفضل بديهة لحظية وتعليقات ساخرة تخفف حدة الخطر. بالتدريج يكتشف أن الجريمة أكبر من حادث قتل، وأن ثمة شبكة لتهريب اللوحات تعمل عبر مزادات صورية وصفقات غامضة، وأن القاتل الحقيقي أقرب إلى الضحية مما ظنه الجميع.

النهاية وكشف الحقيقة

يصل فيلم محمد حسين إلى ذروته حين يعثر البطل على تسجيل يكشف اتفاقًا سريًا بين مدير قاعة المزاد ووسيط دولي للتلاعب بنتائج البيع، فيقرر تسليم الأدلة للشرطة عبر خطة توقع بالعصابة في الليلة نفسها. تتصاعد الكوميديا داخل المزاد بينما يتظاهر محمد حسين بالثقة ويقود الجميع إلى فخ محكم ينتهي بمداهمة المكان وضبط اللوحة الأصلية والقبض على المتورطين. تتبدد الشبهات عن البطل ويخرج من القسم ببراءة كاملة، ليتحول من متهم ساذج إلى شاهد رئيسي ساهم في كشف شبكة تهريب دون قصد. في المشهد الختامي يعود إلى سيارته مبتسمًا وهو يلتقط أنفاسه بين زحام القاهرة، وقد تعلم أن البساطة لا تعني الضعف وأن الطيبة حين يقودها الإصرار قد تضع صاحبها في مواقف صعبة لكنها في النهاية تنقذه وتعيده أقوى وأكثر ثقة بنفسه.