فيلم لص بغداد (2020)

يُعتبر لص بغداد من أبرز الإنتاجات السينمائية المصرية التي جمعت بين الأكشن والمغامرة بروح كوميدية معاصرة.
صدر الفيلم عام 2020 ليقدّم للجمهور تجربة جديدة تجمع بين عناصر التشويق التقليدية وحبكة البحث عن الكنز الأسطوري بمزيج من الأكشن والإثارة.
من إخراج أحمد خالد موسى وتأليف تامر إبراهيم، وبطولة محمد إمام، ياسمين رئيس، أمينة خليل، فتحي عبد الوهاب، ومحمد عبد الرحمن، استطاع الفيلم أن يجذب الأنظار منذ اللحظة الأولى لعرضه.

تبدأ أحداث لص بغداد مع البطل يوسف (محمد إمام)، شاب مغامر يعشق الإثارة ويبحث دائمًا عن طرق غير تقليدية لتحقيق أحلامه.
يكتشف يوسف أدلة تقوده نحو كنز أثري مفقود مرتبط بمقبرة الإسكندر الأكبر، ما يجعله يدخل في سباق محفوف بالمخاطر.
ينضم إلى رحلته شخصيات محورية، منها عالية (ياسمين رئيس) التي تتمتع بذكاء عملي وقدرة على قراءة المواقف، وزينب (أمينة خليل) التي تضيف بُعدًا إنسانيًا ورومانسيًا للقصة.
في المقابل، يظهر رشيد (فتحي عبد الوهاب) كخصم شرس يسعى هو الآخر وراء الكنز مستخدمًا نفوذه ورجاله لإفشال مهمة يوسف.

رحلة البحث عن الكنز في لص بغداد تقود الأبطال إلى أماكن متعددة داخل مصر وخارجها.
مواقع التصوير تنقلت بين الصحاري الواسعة والمواقع الأثرية الغامضة، ما أضفى على الفيلم أجواءً عالمية تشبه إنتاجات هوليوود.
المخرج حرص على المزج بين مشاهد الأكشن المصممة بعناية والكوميديا الخفيفة التي جسدها محمد عبد الرحمن “توتا”، ليخلق توازنًا مثاليًا يجذب الجمهور.

الصراع يتصاعد مع دخول شبكات دولية لتجارة الآثار، ما يجعل يوسف وفريقه أمام مطاردات خطيرة وكمائن معقدة.
مشاهد القتال والمطاردات بالسيارات صُممت بإيقاع سريع وحرفية عالية، وهو ما ساعد على خلق جو من الإثارة المستمرة.
وفي الوقت نفسه، أضافت التعليقات الساخرة والمواقف الكوميدية لمسة مرحة كسرت حدة التوتر.

لا يقتصر لص بغداد على الأكشن فقط، بل يحمل أيضًا خطًا دراميًا عاطفيًا.
العلاقة بين يوسف وزينب تكشف أن المغامرة ليست مجرد بحث عن المال أو الشهرة، بل أيضًا رحلة لاكتشاف العلاقات الإنسانية الحقيقية المبنية على الثقة والولاء.
هذا التنوع جعل الفيلم أكثر قربًا من المشاهد، لأنه لم يكتفِ بعرض مطاردات وقتال، بل قدّم رسالة إنسانية أيضًا.

مع اقتراب الأحداث من الذروة، يدخل يوسف في مواجهة مصيرية مع رشيد داخل مقبرة أثرية مظلمة.
المشهد الختامي يمزج بين الأكشن والتشويق، حيث تنكشف أسرار الكنز.
في النهاية يكتشف يوسف أن القيمة الحقيقية ليست في الذهب أو الآثار فقط، بل في التجربة نفسها، في الشجاعة التي اكتسبها، وفي الروابط التي جمعته مع رفاقه.

فيلم لص بغداد يعكس طموحات جيل جديد من صناع السينما المصرية الذين يسعون لمنافسة الإنتاجات العالمية.
بميزانية ضخمة وإخراج متطور، استطاع أن يحقق نجاحًا جماهيريًا ويثبت أن السينما العربية قادرة على تقديم أعمال حديثة بمعايير عالية.

في المجمل، قدّم لص بغداد للجمهور تجربة متكاملة: أكشن مشوّق، كوميديا خفيفة، لمسة رومانسية، ورسالة إنسانية داخل مغامرة شيقة.
وهو ما جعله علامة فارقة في السينما المصرية الحديثة ودليلًا على قدرة الصناعة العربية على إنتاج أفلام تضاهي الأعمال العالمية.