فيلم عمهم (2022)

تبدأ أحداث الفيلم بالتعريف بـ سلطان (محمد إمام)، شاب قوي البنية يعمل ملاكمًا ومدربًا رياضيًا في أحد مراكز التدريب بالقاهرة. سلطان يعيش حياة بسيطة، لكنه يملك شخصية جريئة وروحًا مرحة تجعله قريبًا من قلوب الناس. يساعده في عمله صديقه المخلص سعيد (محمد سلام)، الذي يضيف طابعًا كوميديًا خفيفًا على كل المواقف.

في البداية، يظهر سلطان وهو يحاول أن يحقق حلمه بأن يصبح بطلًا في رياضة الملاكمة، لكنه يواجه صعوبات مادية كثيرة، ما يجبره على العمل في وظائف صغيرة إلى جانب التدريب. سعيد، من جانبه، يحلم بالثراء السريع، ودائمًا يبحث عن الفرص حتى لو كانت محفوفة بالمخاطر، وهو ما يقودهما معًا إلى مغامرة غير متوقعة.

أثناء إحدى الليالي، يجد سلطان وسعيد بالصدفة حقيبة ضخمة مليئة بالأموال. في البداية يظنان أنها فرصة العمر وأن حياتهما ستتغير بين ليلة وضحاها، لكن سرعان ما يكتشفان أن تلك الأموال مزورة وأنها جزء من عملية كبيرة تديرها شبكة إجرامية خطيرة يديرها رجل يُعرف باسم عمهم (باسم سمرة).

من هنا تبدأ الأحداث تأخذ منحى خطيرًا، فوجودهما في المكان الخطأ والوقت الخطأ يجعلهما تحت أعين هذه الشبكة. يحاول سلطان أن يبعد نفسه عن المشكلات، لكن سعيد بفضوله واندفاعه يتورط أكثر فأكثر، فينجرّ الاثنان إلى داخل عالم مليء بالمخاطر والعصابات والمطاردات.

مع تصاعد الأحداث، تبدأ الشبكة الإجرامية في مراقبة سلطان وصديقه سعيد عن قرب. فالأموال التي عثرا عليها ليست مجرد أوراق مزورة عادية، بل جزء من خطة ضخمة يديرها عمهم (باسم سمرة)، الرجل الخطير الذي يسيطر على سوق التزوير والتهريب بقبضة من حديد. شخصيته تجمع بين الذكاء والدهاء والقسوة، وهو لا يسمح لأي شخص أن يعبث بمصالحه.

في هذه الأثناء، يتعرف سلطان على ريهام (هدى المفتي)، صحفية شابة طموحة تسعى وراء كشف قضايا الفساد والجريمة في المجتمع. دخولها إلى القصة لم يكن مجرد صدفة، فهي تتابع خيوط قضية تزوير الأموال، وتكتشف تدريجيًا أن سلطان وسعيد أصبحا متورطين بشكل مباشر أو غير مباشر مع هذه العصابة. ريهام ترى في سلطان شخصية مختلفة: شاب نقي، طيب، لكنه عالق في مأزق أكبر منه.

مع تطور العلاقة بين سلطان وريهام، يظهر خط رومانسي خفيف داخل الأحداث، يوازن بين الكوميديا والأكشن. ريهام تحاول إقناعه أن يقف في صف العدالة ويساعدها في كشف الشبكة، بينما سلطان ممزق بين رغبته في الابتعاد عن المشاكل وحماية نفسه وسعيد، وبين إحساسه بالمسؤولية تجاه ما وقع بين يديه.

تتسارع الأحداث حين يكتشف رجال عمهم مكان سلطان وسعيد. تحدث مواجهة عنيفة، تنتهي بمطاردة مثيرة في شوارع القاهرة، تمتزج فيها الكوميديا مع الإثارة. سلطان، بمهاراته في الملاكمة، ينجح في الإفلات أكثر من مرة، لكن العصابة لا تزال مصممة على الإمساك بهما واسترداد الحقيبة.

بعد المطاردة الأولى، يدرك سلطان وصديقه سعيد أن الأمر أخطر مما توقعا. العصابة ليست مجرد مجموعة بلطجية، بل منظمة كبيرة يديرها عمهم (باسم سمرة) بذكاء وخبرة، ولها رجال منتشرين في كل مكان. سلطان يحاول أن يقنع سعيد بإعادة الأموال المزورة وقطع أي صلة بالموضوع، لكن سعيد ما يزال يرى أن هذه هي فرصته للثراء السريع، ما يزيد الأمور تعقيدًا.

في المقابل، ريهام (هدى المفتي) تستمر في تقصي الحقائق. تلتقي سلطان أكثر من مرة وتدفعه لأن يتعاون معها لكشف الشبكة، خصوصًا بعد أن ترى فيه شخصًا مختلفًا عن مجرمي الشوارع. بفضل شجاعتها وإصرارها، تبدأ في الاقتراب أكثر من قلب سلطان، لتضيف الأحداث جانبًا رومانسيًا يكسر حدة التوتر.

الأحداث تصل إلى ذروتها حين ينجح رجال عمهم في خطف سعيد للضغط على سلطان. يجد سلطان نفسه في مأزق حقيقي: إما أن يسلم نفسه والأموال المزورة، أو يخسر صديقه الوحيد. هنا يظهر البعد البطولي في شخصية سلطان، الذي يقرر مواجهة عمهم وعصابته مهما كلفه الأمر.

تبدأ سلسلة من المواجهات الجسدية العنيفة بين سلطان ورجال العصابة. مشاهد الأكشن تتخللها كوميديا خفيفة بسبب تصرفات سعيد حتى أثناء أَسْره. سلطان يستخدم مهاراته في الملاكمة بذكاء ليهزم بعض رجال عمهم، لكن المواجهة الكبرى لا تزال في انتظاره مع زعيم العصابة نفسه.

تصل الأحداث إلى قمتها مع المواجهة الأخيرة بين سلطان وعمهم. بعد سلسلة من المطاردات والمشاجرات، ينجح سلطان في اقتحام وكر العصابة لإنقاذ صديقه سعيد. المشهد يتميز بالإثارة، حيث يُظهر سلطان قوته وخبرته في الملاكمة ليهزم عددًا كبيرًا من رجال عمهم، لكن التحدي الحقيقي يكمن في مواجهة الزعيم نفسه.

في لحظة مشحونة بالتوتر، يقف سلطان وجهًا لوجه أمام عمهم. يدور بينهما قتال عنيف يجمع بين القوة الجسدية والدهاء. عمهم يحاول أن يستغل كل حيله ليُسقط سلطان، لكن الأخير يثبت أنه ليس مجرد شاب عادي، بل مقاتل شرس يحارب من أجل صديقه ومن أجل العدالة. بمزيج من الشجاعة والمهارة، يتمكن سلطان في النهاية من إسقاط عمهم وتسليمه إلى الشرطة.

ريهام، التي تابعت القضية منذ بدايتها، تنجح بمقالاتها في كشف خيوط العصابة للرأي العام، لتظهر البطولة الحقيقية لسلطان الذي ساعدها على إسقاط شبكة التزوير. سعيد، رغم كل مشاكله وتهوره، يبقى صديقًا وفيًا، وتتحول مغامرتهما إلى ذكرى مضحكة رغم ما حمَلَت من مخاطر.

الفيلم يختتم بمشهد يجمع سلطان وريهام وسعيد في أجواء مفعمة بالأمل. سلطان يعود إلى حلمه في الملاكمة، لكن هذه المرة بروح أكثر قوة وثقة، بينما سعيد يستمر في البحث عن “الصفقة الكبرى” بطريقته الكوميدية، لتظل شخصيته مصدرًا للبهجة.

الرسالة النهائية للفيلم تؤكد أن القوة ليست فقط في العضلات أو المال، بل في الشجاعة والوفاء والإصرار على مواجهة الشر مهما كان قويًا.