فيلم بحبك
النوع: رومانسي / كوميديا رومانسية
مدة العرض: حوالي 110 دقيقة
سنة الإصدار: 2022
الإخراج: تامر حسني
التأليف: تامر حسني
البطولة: تامر حسني، هنا الزاهد، هدى المفتي
التصنيف العمري: مناسب لجميع الفئات العمرية
يحكي الفيلم قصة علي الذي يعيش صراعًا بين حبه القديم ياسمين التي عادت إلى حياته مريضة وتحتاجه بشدة، وحبه الجديد حبيبة التي تمثل المستقبل والفرصة للبدء من جديد. يجد علي نفسه ممزقًا بين الوفاء للماضي واختيار الحاضر، ليواجه أصعب قرار عاطفي في حياته.
قصة فيلم بحبك كاملة
تبدأ أحداث الفيلم بالتعريف بـ علي (تامر حسني)، شاب وسيم ناجح في عمله يتميز بخفة الظل والروح المرحة، لكنه يعيش في داخله صراعًا عاطفيًا كبيرًا. علي مرّ بتجربة حب قوية مع فتاة اسمها ياسمين (هدى المفتي)، علاقة شكلت حياته وتركَت فيه أثرًا عميقًا. إلا أن هذه العلاقة لم تستمر، فقد افترقا لأسباب نفسية وظروف معقدة، وتركت ياسمين فراغًا عاطفيًا هائلًا في قلبه.
يحاول علي أن يعيد ترتيب حياته، ومع مرور الوقت يقابل حبيبة (هنا الزاهد)، فتاة رقيقة مختلفة في شخصيتها عن ياسمين. هي أكثر بساطة، مرحة، وتملك أسلوبًا خاصًا في فهم الحياة والحب. يشعر علي بجاذبية كبيرة تجاهها، ومع الوقت تبدأ علاقة عاطفية قوية بينهما. علي يرى في حبيبة فرصة جديدة ليعيش الحب من جديد، ويحاول أن ينسى جراح الماضي التي تركتها ياسمين في قلبه.
يقرر علي أن يمضي قدمًا مع حبيبة، ويخوض معها تفاصيل حياة مليئة بالحب والمواقف الكوميدية الرومانسية. نتابع لحظاتهم اليومية، من المغامرات الصغيرة والمقالب الطريفة إلى المشاهد الرومانسية الدافئة التي تكشف عن مدى ارتباطهما ببعض. علي يبدو وكأنه بدأ صفحة جديدة بعيدًا عن ذكريات الماضي المؤلمة.
لكن الأحداث تأخذ منعطفًا مفاجئًا عندما تعود ياسمين إلى حياته فجأة. ظهورها ليس مجرد عودة عادية، بل تعود وهي تعاني من مرض خطير يهدد حياتها. وجودها يعيد لعلي كل الذكريات القديمة، ويضعه في موقف صعب جدًا: بين حبه الجديد مع حبيبة، ومسؤوليته الإنسانية والعاطفية تجاه ياسمين التي كانت يومًا جزءًا مهمًا من حياته.
مع تزايد التوتر، نجد أن علي يصبح ممزقًا بين عاطفته الحالية والتزامه الأخلاقي تجاه الماضي. حبيبة، من جهتها، تشعر بقلق وغيرة، لكنها في نفس الوقت متفهمة للموقف الإنساني. بينما ياسمين تعيش صراعًا داخليًا بين الألم والاحتياج لعلي وبين رغبتها في ألا تكون عبئًا عليه أو على حياته الجديدة.
مع عودة ياسمين، تبدأ حياة علي في الانقسام إلى عالمين متناقضين: عالمه الحالي مع حبيبة المليء بالحب والضحك، وعالم الماضي الذي تجسده ياسمين بما يحمله من ذكريات مؤلمة وأشواق لم تندمل. علي يعيش حالة من الارتباك، فهو لا يريد أن يخسر حبيبة التي تمثل له المستقبل والفرصة الجديدة، وفي الوقت نفسه لا يستطيع أن يتجاهل ألم ياسمين وحاجتها إليه.
ياسمين تكشف لعلي أنها تعاني من مرض خطير يحتاج إلى متابعة ورعاية، وتخبره أن وجوده بجانبها يمنحها طاقة نفسية كبيرة لمواجهة المرض. هذا الاعتراف يضع علي في دوامة من المشاعر المتناقضة، فهو يشعر بالمسؤولية تجاهها، لكنه يخشى أن يجر ذلك قلبه للعودة إليها على حساب مشاعره لحبيبة.
حبيبة من ناحيتها تبدأ تلاحظ تغيّر علي. لم يعد بكامل تركيزه معها كما كان من قبل، وأحيانًا يبدو شارداً غارقًا في التفكير. تشعر بالخوف من فقدانه، لكن حبها الحقيقي له يدفعها إلى الصبر. ومع ذلك، الغيرة الطبيعية تظهر بين الحين والآخر، خصوصًا حين ترى أنه يقضي وقتًا مع ياسمين.
الفيلم يعرض هنا مواقف رومانسية مؤثرة جدًا: مشاهد بين علي وياسمين تكشف عن قوة ارتباطهما القديم، ومشاهد أخرى بينه وبين حبيبة تؤكد أن قلبه قد وجد أخيرًا الاستقرار والسعادة معها. هذا التناقض يُبرز الفكرة الأساسية للفيلم: أن الحب ليس شعورًا بسيطًا يمكن السيطرة عليه، بل حالة معقدة تمزج بين العاطفة والواجب والماضي والمستقبل.
ياسمين تبدأ تتدهور حالتها الصحية، مما يزيد الضغط على علي. هو يحاول أن يكون داعمًا لها من الناحية الإنسانية، لكنه يواجه أيضًا ضغطًا داخليًا من حبيبة التي تريد أن تحافظ على علاقتها معه. هنا نجد أن علي يُختبر في أصعب قرار عاطفي في حياته: هل يختار الاستمرار مع حبيبة التي تمثل حبه الجديد والمستقبل؟ أم ينحاز لياسمين التي تحتاجه بشدة في لحظاتها الأخيرة؟
الأحداث تصل إلى مرحلة الذروة مع ازدياد صراع علي الداخلي. في أحد المشاهد المؤثرة، يجلس علي وحيدًا يسترجع ذكرياته: ضحكاته مع ياسمين، دموع فراقهما، اللحظات الأولى مع حبيبة، وكأن حياته كلها انقسمت إلى نصفين متناقضين. يظهر على وجهه الحيرة والعجز، فهو لا يريد أن يخسر أيًّا منهما، لكن الواقع يفرض عليه أن يتخذ قرارًا حاسمًا.
حبيبة تبدأ بمواجهته بشكل مباشر. في لحظة صادقة، تسأله: “إنت قلبك معايا ولا لسه مع ياسمين؟” هذه المواجهة تكشف عمق حبها له، وفي نفس الوقت خوفها من أن تكون مجرد محطة عابرة في حياته. علي يحاول طمأنتها ويخبرها أن مشاعره حقيقية وصادقة، لكن تصرفاته مع ياسمين تجعل من الصعب على حبيبة أن تثق كليًا في كلماته.
أما ياسمين، فتظهر قوة شخصيتها رغم مرضها. في مشهد مؤثر آخر، تخبر علي أنها لا تريد أن تسرق سعادته، وأنها تدرك تمامًا أنه وجد الراحة مع حبيبة. لكنها في الوقت ذاته تعترف بأنها لا تستطيع أن تمنع نفسها من التعلق به، لأنه يمثل بالنسبة لها الأمان والحب الذي فقدته. هذا الاعتراف يضع علي في موقف أكثر صعوبة: فهو أمام امرأة تموت ببطء وتحتاج لوجوده، وفتاة أخرى تحبه بصدق وتنتظر منه الالتزام الكامل.
يتدخل الأصدقاء والعائلة في القصة بشكل جانبي، ليزيدوا من الضغط على علي. البعض ينصحه أن يظل مع حبيبة لأنها المستقبل، والبعض الآخر يرى أنه لا يمكن أن يتخلى عن ياسمين في وقت كهذا. كل نصيحة يسمعها تزيده ارتباكًا، ويشعر وكأن حياته تحولت إلى مفترق طرق لا عودة منه.
في خضم هذا الصراع، يمر علي بلحظة وعي عميقة: الحب ليس فقط شعورًا عاطفيًا، بل مسؤولية تجاه الآخر. يبدأ في التفكير بمنطق مختلف، في كيفية الموازنة بين إنسانيته ومشاعره. هذا التحول يمهّد الطريق للنهاية الدرامية المؤثرة التي سيصل إليها.
تتصاعد الأحداث مع وصول ياسمين إلى مرحلة حرجة من مرضها. تدخل المستشفى وتصبح حالتها أكثر خطورة، ما يضع علي في موقف لا يحتمل التأجيل. يقرر أن يقف بجانبها في هذه اللحظة، ليس بدافع الحب القديم فقط، بل بدافع الإنسانية والوفاء لتاريخ جمعهما. يقضي معها أوقاتًا في المستشفى، يساندها ويمنحها قوة نفسية رغم أنه يعيش في داخله حالة من الانهيار.
حبيبة تراقب كل ذلك من بعيد. مشاعرها متضاربة؛ فهي تحب علي بصدق وتريد أن تظل بجانبه، لكنها تشعر أنها تخسر شيئًا فشيئًا مكانتها في قلبه. في لحظة مؤثرة، تواجه علي للمرة الأخيرة وتقول له: “أنا مش ضد إنك تكون جنبها، بس أنا محتاجة أعرف… هل في قلبك مكان ليا فعلًا ولا أنا بعيش في وهم؟” هذه الكلمات تجعل علي يدرك أنه لا يمكنه الاستمرار في الغموض، وأن عليه اتخاذ قراره النهائي.
الفيلم يصل إلى الذروة العاطفية في مشهد يجمع الثلاثة: علي، ياسمين، وحبيبة. ياسمين، رغم ضعفها، تظهر قوة استثنائية وتطلب من علي أن يختار مستقبله مع حبيبة، مؤكدة له أنها لا تريد أن تكون سببًا في تعاسته. كلماتها تأتي كنوع من التضحية النبيلة، فهي تدرك أن الحب أحيانًا يعني أن نترك من نحب حرًّا ليعيش سعادته مع غيرنا.
علي يتأثر بشدة ويشعر أن ياسمين منحت قلبه الحرية التي كان يبحث عنها. يقرر أن يظل بجانبها حتى آخر لحظة من حياتها، لكنه في الوقت نفسه يوضح لحبيبة أن قلبه اختارها هي لتكون شريكته في المستقبل. بهذا الموقف، يثبت أنه قادر على الموازنة بين الوفاء للماضي والحب للحاضر.
الأحداث تنتهي بمشهد مؤثر جدًا: علي يمسك بيد ياسمين في لحظاتها الأخيرة، بينما حبيبة تقف خلفه وتدرك أنه رغم الألم والخسارة، فإن الحب الذي يجمعها بعلي سيكون أقوى من كل الصعاب. ياسمين تغلق عينيها بابتسامة رضا، وكأنها اطمأنت أن علي لن يكون وحيدًا بعد رحيلها.
الفيلم يختتم برسالة عاطفية عميقة: أن الحب ليس خطًا مستقيمًا، بل رحلة مليئة بالاختبارات والتضحيات، وأن القلب قادر على أن يحب أكثر من مرة، لكن الوفاء والاختيار هما ما يحدد مصير الإنسان في النهاية.