فيلم العارف

البداية والبذرة الأولى للأزمة

يبدأ فيلم العارف داخل أجواء مشحونة بالتكنولوجيا والغموض، حيث نلتقي بيونس (أحمد عز)، مهندس برمجيات موهوب يعمل في تطوير أنظمة حماية إلكترونية لصالح جهة أمنية عليا. يعيش حياة هادئة مع زوجته ريتا (كارمن بصيبص) وابنته الصغيرة، لكن شغفه بالاختراق والفضول المهني يدفعه إلى تجاوز الخطوط المسموح بها. أثناء عمله على مشروع ضخم للأمن السيبراني، يكتشف تسللًا غامضًا إلى الشبكة من طرف مجهول يستخدم تقنيات متقدمة جدًا. يحاول التبليغ عن الأمر، لكنه يفاجأ باتهامه بأنه هو من تسبب في الاختراق. يجد نفسه فجأة مطاردًا من الجميع، فتبدأ رحلة صراعه بين الهروب وإثبات براءته.

الهروب إلى الخارج وكشف الخيوط

ينتقل فيلم العارف إلى مستوى أعلى من الإثارة عندما يقرر يونس مغادرة البلاد سرًا بعد تلقيه تهديدات مجهولة. يهرب إلى ماليزيا مستخدمًا هويّة مزيفة، وهناك يدخل عالمًا جديدًا من العصابات الإلكترونية وشبكات التجسس الدولي. يلتقي بشخص غامض يدعى “رصا” (أحمد فهمي)، قرصان محترف يعمل لحساب جهات متعددة ويعرف الكثير عن شبكة القرصنة العالمية التي تستهدف الحكومات. تتبدل العلاقة بينهما من تعاون إلى صراع مكتوم، إذ يكتشف يونس أن رصا هو الشخص نفسه الذي كان يتجسس على أنظمته من البداية. تدور بينهما مطاردات عنيفة ومعارك ذهنية تستخدم فيها التكنولوجيا كسلاح، في مزيج مثير يجمع بين الأكشن والمعلوماتية الحديثة.

العودة إلى المواجهة

مع مرور الوقت تتشابك خيوط الأحداث في فيلم العارف، إذ يعود يونس إلى مصر بعد أن يحصل على أدلة تثبت وجود منظمة ضخمة تعمل على بيع المعلومات الحساسة للحكومات المعادية. يدخل في سباق مع الزمن لكشف المتورطين من داخل المؤسسة الأمنية نفسها. يتعاون مع ضابط مخلص (مصطفى خاطر) لملاحقة الشبكة من الداخل، ويبدأ في تنفيذ خطة مضادة لاختراق الخونة وكشفهم من خلال أدواتهم نفسها. المشاهد تتنقل بين القاهرة ودبي وبلغاريا في إيقاع سريع مليء بالتقنيات والمؤثرات، ما يجعل الفيلم أشبه بملحمة جاسوسية عربية حديثة.

النهاية والرسالة

تصل ذروة فيلم العارف حين يواجه يونس خصمه رصا وجهًا لوجه في معركة تجمع بين الذكاء والتقنية والقوة البدنية داخل أحد الموانئ المهجورة. يستخدم الطرفان كل ما لديهما من حيل رقمية في معركة مليئة بالمفاجآت. في النهاية يتمكن يونس من تعطيل النظام الذي كان سيؤدي إلى تسريب بيانات حساسة، ويستعيد شرفه وكرامته بعدما كان مطاردًا. ينتهي الفيلم برسالة واضحة حول خطورة العالم الرقمي وأهمية الوعي الأمني في زمن أصبحت فيه المعلومة أقوى من السلاح.
فيلم العارف يقدم تجربة بصرية متقنة وأداءً تمثيليًا قويًا، جعلته واحدًا من أهم أفلام الأكشن العربية في العقد الأخير.